لعل لعنة الإصابة بعدوى "بدعة" الدورات السرية قد أصابت صباح اليوم الاثنين المجلس الإقليمي للجديدة، هذه البدعة السيئة التي ابتدعها الاستقلالي "جمال بربيعة" رئيس المجلس الجماعي للجديدة ووجد فيها ضالته لمنع الصحفيين وعموم المواطنين من متابعة أداء المنتخبين ومراقبة الشأن المحلس انتقلت على وجه السرعة للمجلس الإقليمي واتخذها وصفة سحرية للاشتغال و"تمرير" مشروع الميزانية دون صخب الصحافة ولا "تقواس" المواطنين الذين وضعوا ثقتهم في هذه الطينة من المنتخبين.
فخلال الدورة الاستثنائية التي انعقدت صباح الاثنين 29 نونبر 2021 وفي الوقت الذي كانت الأمور تسير بشكل عادي فوجئ رئيس المجلس الإقليمي للجديدة وأغلبيته بحضور وازن لممثلي وسائل الإعلام، وعوض أن بتم التعامل بشكل عادي ويسمح بنقل ما راج داخل هذه الدورة الهامة إلى الرأي العام المحلي والإقليمي والوطني، كانت المفاجئة أن طرح فكرة عقد الدورة في سرية للتصويت، ليستصدر بذلك قرارا ويطالب من الحضور مغادرة القاعة.
والسؤال المطروح لماذا أصبح المنتخبون متخوفون من حضور رجال الإعلام والصحافة وعموم المواطنين إلى دورات المجلس؟ وكيف نطالب من فعاليات المجتمع المدني المشاركة والإشراك في تدبير الشأن المحلي ويتم إقصائهم بهذا الشكل المستفز وبدون مبرر؟ وما دور سلطات الوصاية المفروض فيها أن تتدخل وتوفر للمواطن الحق في المعلومة ومراقبة المال العام ؟ ولماذا لم يتدخل عامل إقليم الجديدة لوقف هذه المهازل وإجبار المجالس الجماعية والمجلس الإقليمي بالسماح لممثلي الصحافة حضور أشغال دورات هذه المجالس، ونحيل هنا فقط على إقليم سيدي بنور المجاور فلم يسجل قط أن قام رؤساء المجلس الإقليمي لسيدي بنور أو المجلس الجماعي لسيدي بنور بممارسة التعتيم وتمت مطالبة الحضور من مغادرة القاعة فماذا يجري بالجديدة وإقليمها ليتم إشهار ورقة المنع في وجه المواطنين بشكل دائم؟